الموارد: الأمطار عزّزت الخزين وأنعشت الأهوار

خبير يدعو إلى تحرّك حكومي جاد بطرح حلول تناسب حجم تحديات المياه

بغداد - ابتهال العربي 

أكد خبير المياه، رمضان حمزة، ان تأخر العراق بالمطالبة بحقوقه المشروعة قانوناً في موضوع يكمن أساسه في توفير شريان الحياة وهو المياه، سيكون له تداعيات مستقبلية على استقرار البلد، داعياً الى وضع الملف المائي على رأس الاجندة السياسية، والمطالبة بحقوق العراق ضمن الاتفاقيات الدولية الموقعة مع تركيا وايران وسوريا، والعمل على وضع رؤية واضحة بما ينسجم مع اهداف الأمم المتحدة، وإعداد قانون للمياه يكون بحجم تحديات المياه والجفاف.

يوم عالمي

واشار حمزة في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للمياه، تابعته (الزمان) امس الى (اهمية تحرك الحكومة في معالجة ملف المياه لضمان الأمن المائي والغذائي)، مبيناً ان (العالم يحتفل باليوم العالمي للمياه، ويتطلب بمثل هكذا مناسبة سنوية تحديد موقف حكومي لتحسين الوضع المائي والزراعي)، واوضح حمزة ان (هذا الملف يحتاج الى وضع استراتيجية من قبل الحكومة للتوازن بين متطلبات العرض والطلب، والخزين الاستراتيجي لتلبية الاحتياجات المتزايدة، لسكان العراق عموماً في مواجهة تغير المناخ، وإصرار كل من تركيا وإيران بالاستحواذ على حصص العراق المائية)، مؤكداً ان (هذا يشكل تهديداً بشرياً يزيد من تقليل المعدلات السنوية في تصاريف نهري دجلة والفرات وروافدهما من المياه ليصل الخزين الى ادنى حدوده قبل الموسم المطري للعام الجاري)، واضاف انه (على ضوء هذه المعطيات، لم يكن هنالك تحركاً جدياً من جانب الحكومة، او محاولات جادة  للسعي في طرح الحلول والبدائل امام انقرة وطهران، عبر بناء سياسات تفصيلية ورؤى لمخططات تعمل على مواجهة تحديات المياه في العراق، والسعي بجدية لتوقيع اتفاقية او بروتوكول مع الدولتين، او اللجوء لتدويل الملف المائي في المحافل الدولية بطرح الغبن الذي يصيب العراق كدولة مصب)، لافتاً الى ان (اندراجه رويداً الى حافة الاجهاد والفقر المائي جراء الإهمال في اصلاح الشأن الداخلي للمياه)، وتحدث حمزة عن (مدى توظيف تداعيات التغير المناخي، وفضح تصرفات الجارتين بإستحواذهم على مياه العراق والتي تشكل مصدر قلق وعدم واستقرار في المنطقة، وذلك لا يتفق مع شعار اليوم العالمي للمياه للعام الجاري والاستفادة من المياه من أجل السلام)، منوهاً الى ان (ضمان حقوق العراق المائية هو أحد أدوات افشاء السلام في المنطقة، كون شعار هذا العام يتمحور حول مدى حصول الدول على حقوقها المسلوبة من المياه المتشاركة العــــــــــــــــــــــابرة للحــــــدود)، واكد الخبير ان (تأخر العراق بالمطـــــــــالبة بحــــــــــــــقوقــــــــه المشــــــروعة عرفاً وقانونــــــــــــاً في موضـوع يكمـــــن أساســـه في توفير شريان الحياة المياه، سيكون له تداعيات مستقبلية على استقرار العراق، مايتطلب وضع الملف المائي على رأس الاجندة السياسية، والمطالبة بحقوق العراق ضمن الاتفاقيات الدولية الثنائية والثلاثية الموقعة مع تركيا وايران وسوريا، ووفق وثائق وأولويات وطنية مدعمة بالاستراتيجيات والسياسات المائية لتعزيز الأمن المائي والغذائي، والعمل على وضع رؤية العراق، وبما ينسجم مع اهداف الأمم المتحدة 2020-2030، وإعداد قانون للمياه يكون بحجم مشكلات المياه)، مشدداً على (السعي لتطوير حوكمة الملف المائي والعمل على إعادة هيكلية الوزارات المعنية بالمياه، وترشيقها بما ينسجم مع حالة العوز المائي الذي تشهدة مناطق العراق لاسيما الجنوبية للمياه، والتكيف مع التغير المناخي، والبدء بتوسيع استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة ووضع الأمن المائي في أولوية سياسة الدولة داخلياً وخارجياً، وضمن الإطار الوطني والإقليمي لحوضي دجلة والفرات). وعززت الامطار والسيول التي شهدتها البلاد خلال الايام الثلاثة الماضية، مناسيب الانهر والخزين المائي.

زيادة خزين

وكانت دهوك اكثر المحافظات غزارة في الامطار التي زادت   الخزين المائي في سدود الموصل ودوكان ودربندخان وحمرين، بحسب وزارة الموارد المائية. وذكر بيان امس ان (كميات المياه المكافئة للثلوج في اعالي حوضي دجلة والفرات نسبتها عالية، ما يدعم الخزين المائي خلال الشهرين المقبلين، وهناك توقعات بتساقط الامطار خلال الايام المقبلة لاسيما في الوسط والشمال)، ولفت البيان الى ان (الأمطار ساهمت بتأمين رية كاملة للمحاصيل الزراعية في المحافظات كافة، كما شرعت الوزارة بتحويل كميات من المياه بأتجاه منخفض الثرثار، لغرض تعزيز نهر الفرات بالإطلاقات المائية في موسم الصيف)، مؤكداً ان (الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظات الجنوبية ساهمت بإنعاش الأهوار).