قصةٌ لا تُنسى

حسين الصدر

-1-

ما أكثر القصص التي نسمعها هنا وهناك ، وما نقرأه من القصص في الكتب كثير أيضا ولكن بعض القصص تبقى عالقةً في الذهن لاشتمالها على نكهةٍ متميزة وطعمٍ خاص .

-2-

ومن هذه القصص الجميلة قصةُ طفلٍ مُعاق مع أحد كبار الأثرياء وخلاصتها :

ان واحداً من كبار الأثرياء سئل متى أحسست بالسعادة التامة تملأ آفاق نفسك ؟

فأجاب قائلا :

اقترحَ عليّ أحد الأصدقاء أنْ اشتري للأطفال المعاقين كراسيَ متحركة فسارعت الى تلبية الطلب واشتريت لهم الكراسي المتحركة المطلوبة

وحين نظرت الى الأطفال المعاقين ورأيتُهم يتحركون وهم على كراسيهم بشتى الاتجاهات مبتسمين وكأنهم في مدينة الألعاب امتلأت نفسي نشوة وابتهاجا .

لكنّ السعادة الحقيقية التي عشتُها والتي غمرت قلبي كانت عندما أَمسكَ أحد الأطفال برجلي وأنا أهم بالخروج ، فسألته هل تُريد شيئا آخر ؟

فقال :

( أريد أنْ أتذكر ملامح وجهك حتى أعرفك حين ألقاك في الجنة إن شاء الله واشكرك مرةً أخرى أمام ربي )

وكانت هذه الكلمات العذبة ذات وقع خاص غيّرت مجرى حياتي كله .

-3 –

اذا كان هذا الطفل المعاق الذكي قد عبّر عن مشاعره بما ملأ نفس الرجل الثري سروراً وسعادة ، فانّ كل فقير وبائس – وان لم يكشف لك عن  مشاعره ببيان عذب جميل كبيان الطفل المعاق – سيشهد لك يوم القيامة بانك قد أحست له وأكرمته، ومثل هذه الشهادات ثمينة للغاية يوم الحساب ، فاحرص – أيها العزيز – على ان تكون ممن يدخل السرور على قلوب البائسين والمستضعفين – ولا سيما – في هذا الشهر العظيم وَفُزْ بأعظم الحسنات والمثوبات .