الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل أتاك حديث زكريا بن إبراهيم؟

بواسطة azzaman

هل أتاك حديث زكريا بن إبراهيم؟

حسين الصدر

-1-

كثرت في الآونه الأخيرة استهانة بعض الأبناء بآبائهم وأمهاتهم الى الحدّ الذي أخرجوهم فيه من بيوتهم وارسلوهم الى دور العجزة في منحى يصوّر عمق العقوق والجفاء منهم لوالِدَيْهِم ، خلافاً لمقتضيات الدين  والأخلاق والإنسانية .

-2-

كان زكريا بن إبراهيم نصرانيا ثُمَ أسلم، وحين وُفِقَ للحج دخل على الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) فقال له :

« اني كنتُ على النصرانية واني أسلمت «

فقال له الامام الصادق (ع) :

وأيُّ شيءٍ رأيتَ في الإسلام ؟

فقال زكريا :

قول الله عزوجل :

( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه فوراً نهدي به من نشاء )

فقال الصادق (ع) :

لقد هداك الله .

ثم قال :

اللهم إهْدِه – ثلاثا – .

سلْ عما شئتَ يا بُني

فقال زكريا :

انّ أبي وأمي على النصرانيه وأهل بيتي ،

وأمي مكفوفة البصر ،

فأكون معهم وآكل في آنِيَتِهِم ؟

فقال (ع) :

لا بأس ،

فانظر أمك فبّرها فاذا ماتتْ فلا تَكِلْها الى غيركَ .

كن أنت الذي يقوم بشأنها ...

يقول زكريا :

فلما قدمتُ الكوفة :

أَلْطَفْتُ لأمي ،

وكنتُ أطعمها وأفلّي ثوبها وَرَأسَها وأخدمها .

فقالت لي :

يا بني :

ما كنتَ تصنعُ بي هذا وأنت على ديني ،

فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية ؟

فقلتُ :

رجلٌ مِنْ وًلِد نبينا أمرني بهذا، فقالت :

هذا الرجل هو نبيّ ؟

فقلت :

لا ، ولكنه ابنُ نبيّ

فقالت :

يا بني دينُك خيرُ دين ، إعرضه عليّ ،

فعرضتُه عليها فدخلت الإسلام .

وعلّمْتُها فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ثم عرض لها عارض في الليل فقالت :

يا بنيّ

أعِدْ عليّ ما علمتني فأعدتُه عليها فأقرّت به وماتت، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها .

وكنت انا الذي صليتُ عليها ونزلتُ في قبرها .

ونلاحظ هنا :

1 – انّ البر والعناية بالوالدين مطلوب حتى اذا لم يكونا مُسْلِمَيْن فكيف اذا كانا مسلمين ؟

2 – انّ نجاسة اهل الكتاب عَرَضيّة وليست ذاتية، ولذلك جاز الأكل من آنيتِهم مالم يكونوا قد نجسوها بلحوم الخنزير أو أي نجاسة أخرى.

3 – للالتزام بأهداب الأخلاق والآداب الإسلامية آثارُه الكبرى على الناس وتفتح باب الاقبال عليه والانضواء تحت رايته .

4 – صاحب القلب الطاهر والنية الصافية يوّفق لخاتمةٍ حسنة تؤهله لدخول الجنة .

وهذا ما آلت اليه أم زكريا بن إبراهيم فقد ختم لها بالخير وكانت نهايتها نهاية حسنة .

-3 –

على الأبناء العاقين لوالديهم ان لا ينسوا ما ينتظرهم من أبنائهم من عقوق وتهاون بحقهم جزاء على ما اقترفوه بحق والِدَيهِم ،هذا في الدنيا

وأما في الآخرة فان أكبر الكبائر سبع :

منها عقوق الوالدين .

جعلنا الله واياكم من البارين بوالديهم في حياتهم وبعد مماتهم.

 

Husseinalsadr2011@yahoo.com


مشاهدات 254
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/03/02 - 2:15 AM
آخر تحديث 2024/05/18 - 9:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 71 الشهر 7307 الكلي 9345345
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير