
![]() |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
النـص : عروس الزّين ساجدة الموسوي لم يَصدُق فألُك لم يَصدُقْ يا محيي الدّين! قد قلتَ : سيكتملُ العرسُ قريباً وستهمي كلُّ نجوم اللّيل فَراشاً فوق النّيلَين ستغنّي كلُّ صبيّات ِ السّودان لهذا العرس " مبروك عليك اللّيلة يا نعّومة " لكنَّ العرسَ تأخّرَ يا محيي الدّين ! سنواتٌ مرّت ودموع ُعروستِنا في العينين والأوجعُ أنّ ليالي العرس ِجميعاً تنكسرُ الفرحةُ فيها إمّا بقتال ٍبين شقيقين أو فيضان ٍمجنون .. تتأجّلُ فرحتنا وننامُ على حُرَقٍ وشجون * كانت مريمُ تبكي وتولولُ : اللهُ يعينُ عروسَ الزّين .. تلك السّمراءُ الممشوقةُ .. واسعةُ العينين تلك المهرةُ ما قَبِلت لصباها إلّا الزّين والزّينُ أصيلٌ ومطيرُ الوجدِ رهيفٌ مفتون * تبكي مريمُ .. هل نيأس من عرسكِ يا بنت النّيل أم نأملُ خيراً فيما قال العرّافون ؟ * لم يَصدُقْ فألُك.. لم يَصدُقْ يا محيي الدّين ! قد قلتَ بأنّ الأرضَ ستزهرُ ثانيةً عنباً .. زيتوناً ، تفّاحاً كخدود الحلوات، وتين ! ها هي تغرقُ والنّاسُ حيارى.. لم يُغرقْهم ماءُ النّيلِ ولكن .. أغرقهم وعدُ السّاسةِ والعرّافون والوعدُ كما تعلمُ كالأفيون * لمَ لمْ يُصدُقْ وعدُك يا محيي الدّين ؟! الحاجّةُ عوشةُ أعطتك ثلاثَ دجاجات ٍ ومنيرةُ أعطتك القرطَين ! قلتَ بأن َّ منيرةَ بنتَ الحاجّ ستنجبُ طفلاً ويكونُ له شأن ٌفي الوطن المسكين ومنيرةُ ما ولدت ! والحملُ ثقيل ٌ يا محيي الدّين .. * مرّت سنواتٌ ومنيرةُ لم تنجبْ لا وَجَعاً في الظّهر ولا شبهَ مخاض فهل الموعود سيبقى في جوف الغيب دهوراً أخرى يا محيي الدّين ؟! * قالوا : سنعاودُ ترتيبَ أمور العرس ِ ولن نخشى سنفكُّ قيودَ الخوف ِ نشدُّ حزامَ العزمِ وسنقهرُ فألَ الدّجالين هم كذبوا عشرات ِ المرّات ِ علينا وعلى اللّه.. و على الدّنيا .. وعلى الدّين
|
عدد المشـاهدات 1377 تاريخ الإضافـة 13/01/2021 رقم المحتوى 46345 |